بدأت شركة صافر للاستكشاف والإنتاج (SEPOC) تشغيل وإدارة جميع العمليات النفطية في القطاع (18) مأرب – الجوف، في منتصف نوفمبر 2005. وخلال عشرين عامًا من العطاء الوطني والتشغيل المستمر، حققت الشركة العديد من الإنجازات المهمة، وتمكنت من مواجهة التحديات الكبرى، واستمرت في إنتاج مختلف المنتجات النفطية والغازية بشكل يومي للسوق المحلي والدولي دون أي توقف تشغيلي.

في بداية التشغيل بتاريخ 15 نوفمبر 2005، تولت الشركة إدارة المنشآت والعمليات بكادر وطني إلى جانب الخبرات الأجنبية، حيث شكلت العمالة الوطنية حينها أكثر من 75% من إجمالي العاملين. ومع مرور السنوات، ارتفعت نسبة العمالة الوطنية لتصل اليوم إلى 99% من القوى العاملة بالشركة، وهو ما يعكس التزام صافر ببناء وتمكين الكفاءات الوطنية.

وخلال هذه السنوات، نجحت الشركة في تحقيق أهداف مهمة في مختلف المجالات، سواءً تلك المرتبطة بتنمية وتدريب القوى العاملة، أو تحسين الخدمات الصحية للموظفين وأسرهم، أو ما يتعلق بالإنجازات الفنية في مجالات الاستكشاف والإنتاج والصيانة، بالإضافة إلى التحسين المستمر لأداء الصحة والسلامة والبيئة في جميع مواقع التشغيل.

ومنذ اندلاع الحرب في اليمن بتاريخ 26 مارس 2015، استطاعت الشركة، بكوادرها الوطنية المخلصة، تجاوز التحديات الأمنية والمالية والفنية خلال سنوات الحرب، واستمرت منشآت الإنتاج وجميع العمليات التشغيلية بالعمل دون انقطاع. كما واصلت الشركة تنفيذ أعمال الصيانة الميدانية وإدارة المخاطر، وحافظت على احتياطيات النفط والغاز في القطاع (18) من خلال عمليات إعادة حقن الغاز والحفاظ على المنشآت الإنتاجية وضمان جاهزيتها. وقد تم تنفيذ بعض أعمال تحديث مصفاة مأرب وتوفير قطع الغيار اللازمة، مما ساهم في تعزيز واستقرار إنتاج المشتقات النفطية (البنزين، الديزل، والبنزين المحسن) وضمان استمرارية خدمات المصفاة لدعم العمليات النفطية في القطاع.

وقد تُوّجت الشركة بأحد أبرز إنجازاتها الإنتاجية في عام 2019، والمتمثل في إنتاج وتوفير البنزين المحسن، بناءً على دراسات فنية واقتصادية وبيئية تفصيلية لمكوناته، ولا سيما مادة (C5+) المستخرجة من معامل الشركة للغاز. وقد عزّز هذا الإنجاز دور صافر كمساهم رئيسي في تأمين إمدادات الطاقة في اليمن، لتستمر كـ المورد والشريك الاستراتيجي الأول لمتطلبات الطاقة الوطنية من النفط الخام والغاز وغاز الطهي والبنزين المحسن، والتي تُسوق عبر الشركة اليمنية للغاز والشركة اليمنية للنفط. كما تواصل صافر تزويد محطة مأرب الغازية بالغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء.

وبصفتها المشغّل الأعلى للقطاع (18)، بدأت صافر في نوفمبر 2008 ضخّ الغاز الطبيعي عبر خط الأنابيب إلى منشأة بلحاف على بحر العرب لغرض تصدير الغاز المسال، واستمر ذلك حتى توقف عمليات التصدير في أبريل 2015. وبعد ذلك، حافظت الشركة على تغذية المنشأة بكميات محدودة من الغاز لضمان بقاء مرافق بلحاف في وضع تشغيلي.

ومع بداية الحرب عام 2015، توقف تصدير النفط الخام عبر ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر. وفي أكتوبر 2019، استأنفت الشركة تصدير النفط الخام عبر النقل البري إلى منشآت القطاع (4)، ثم عبر خط الأنابيب إلى ميناء النشيمة على بحر العرب. ولاحقًا، في يوليو 2023، بدأت صافر استخدام خط أنابيب بقطر 12 بوصة لربط القطاع (18) بالقطاع (5) لتزويد مدينة عدن بالنفط الخام لتوليد الكهرباء.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تمكنت الشركة من خفض النفقات وتقليل تكاليف التشغيل، بما في ذلك استبدال بعض المحركات الرئيسية مما أدى إلى تجنب تكاليف الصيانة الشاملة، إضافة إلى تحسين هيكلة القوى العاملة بما يتناسب مع الاحتياجات الفعلية ومتطلبات العمل.

الإنجازات الحديثة:

خلال السنوات القليلة الماضية، حققت شركة صافر عددًا من الإنجازات الجديدة التي تعكس استمرار تقدمها الفني والتزامها المجتمعي:

• إنشاء وتشغيل خزان جديد لتخزين النفط الخام لتعزيز السعة التخزينية ورفع مستوى السلامة وكفاءة التشغيل.
• الحصول على شهادة ISO 27001:2022 لنظم إدارة أمن المعلومات، تأكيدًا لالتزام الشركة بأعلى معايير الحماية السيبرانية وإدارة المخاطر.
• إنجاز بيئي – الاستجابة لتنبيهات الميثان ضمن مبادرة (MARS):
  حظيت شركة صافر بإشادة من برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) ضمن نظام الإنذار والاستجابة لانبعاثات الميثان (MARS) تقديرًا لاستجابتها السريعة والمسؤولة لجميع التنبيهات، بما في ذلك تنفيذ الفحص الميداني الفوري، وإيقاف الآبار مؤقتًا، واستبدال أكثر من 50 صمامًا للحد من الانبعاثات وضمان التشغيل الآمن.
• تدشين مركز للغسيل الكلوي بهيئة مستشفى مأرب العام ضمن برامج المسؤولية الاجتماعية.
• إنشاء سيور نقل الأمتعة الإلكترونية في مطار سيئون الدولي بالتعاون مع الشركة اليمنية للغاز، وفق مواصفات تقنية وأمنية حديثة مصنّعة خصيصًا في رومانيا.

الرؤية المستقبلية

ستواصل شركة صافر دورها كـ الركيزة الأساسية لقطاع الطاقة في اليمن ومصدرًا موثوقًا لتلبية احتياجات السوق المحلي، مع التوجه نحو الابتكار والاستدامة من خلال استكشاف الموارد غير التقليدية، وتطوير مشاريع الغاز المضغوط (CNG) لوسائل النقل، وتحسين كفاءة استخلاص غاز الطهي، وفتح آفاق جديدة للاستكشاف بالشراكة مع الجهات الدولية.

في الختام، يسعدني أن أتقدم بجزيل الشكر لجميع زملائي الذين كان لهم الدور الرئيس في تحقيق إنجازات الشركة، وسيظل موظفو صافر محور الاهتمام والرعاية لتحقيق المصالح المشتركة للشركة ومنتسبيها. كما أتوجه بخالص الشكر لقيادة السلطة المحلية في مأرب ووزارة النفط ومجلس القيادة الرئاسي على دعمهم المستمر لشركة صافر.

وفقنا الله جميعًا لما فيه الخير.

المهندس / سالم محمد كعيتي
   المدير العام التنفيذي